هل تصدقون أننا يمكننا أن نصبح سعداء طوال أيام حياتنا عن طريق التركيز على يومنا هذا تحديداً ..
نعم .. اليوم و ليس غدا هو مفتاح سعادتك .. و سأخبركم كيف يكون ذلك ..
أولاً : لنبدأ يومنا بداية صحيحة :
بمجرد أن نفتح أعيننا لنتذكر قول الله تعالى : ” الله يتوفى الأنفس حين موتها و التي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت و يرسل الأخرى إلى أجل مسمى ” ، فاستيقاظنا من النوم نعمة تستحق أن نشكر الله تعالى عليها فلنردد: ” الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا و إليه النشور ”
ألا تحسون معي بنعمة الله و فضله علينا ، نعم يا أعزائي ، الله تعالى يحبنا لذا أعطانا من العمر ما يتسع للمزيد من العمل ، فهيا لننطلق و لنبدأ يوما حافلاً ، يدل على مدى امتنانا لله على نعمه العظيمة ..
صلاة الفجر في وقتها ، أذكار الصباح ، تجديد النية بأن نكون من عباد الله الصالحين كل هذه مجموعة من الأفكار التي تساعدك بإذن الله على بداية صحيحة ليومك ، كيف لا .. و و نحن بدأنا يومنا بشكر الله
ثانياً : لنعبر عن مشاعرنا :
أذا أحسست بالمتنا لأحد ، فعبر له عن امتنانك ، و إن أحسست بالعتب على أحد فعاتبه ، لكن أحذر أن تكون مثل تلك المرأة التي أزعجها تأخر زوجها المتكرر ليلاً في عمله ، و وصوله بعد نوم الأولاد و بعد أن يبرد العشاء ، فقررت زوجته أن تعبر عن مشاعرها ، فما أن دخل من الباب في أحد الأيام حتى انفجرت في وجهه تلومه و توبخه ، فما كان منه إلا أن قال غاضباً : و هل نسيتي أنني أعمل من أجلكم ! أنت امرأة لا تقدرين تعبي و وووو … و قائمة طويلة من الشتائم التي أطلقها مدف خضبه و الذي أشعلت فتيلته تلك الزوجة التي لم تحسن التعبير عن مشاعرها ..
إذن لنحسن التعبير عن مشاعرنا ، و لو أن تلك المرأة لبست أحسن ما لديها ، و هيأت لزوجها عشاء فاخراً ، ثم قالت له بلطف : ليتني أتمكن من مساعدتك في عملك كي أخفف عن ضغوطه و تتمكن من العودة للبيت مبكراً .. حينها ماذا سيكون رد ذلك الزوج !! حتماً سيكون : ” كم أنت زوجة متفهمة ، أنا سعيد أنك زوجتي ، و بإذن الله سأحاول أن أضع حداً لهذا التأخر ”
و بالتالي سيمضي اليوم و هي في أسعد حال ، فقد كسبت ما كانت تريده و بأحسن طريقة ممكنة .. ألا تتفقون معي في ذلك ؟
التعبير عن المشاعر يعطينا راحة و ثقة بالنفس ، و يحررنا من ضغوط الكبت و آثارها المتراكمة ..
ثالثاً : هل هناك مشكلة حقاً ؟
لن يكون يومك ورديا بلا مشاكل .. هذه حقيقة لا يمكن تجنبها .. لكن المعيار هو كيف تتعامل مع هذه المشاكل ، و هل تستحق هذه المشاكل أن تنفجر غاضباً من أجلها فتخسر من تحب ، أو تضطر للاعتذار من شخص لا يستحق اعتذارك !
إذا استثارك موقف فتمهل قبل أن ينفلت زمام أعصابك من بين يديك ، و تأمل هل هذا الأمر يمثل مشكلة حقاً ، فلو أن طفلتك الصغيرة أرادت أن تأخذ منديلاً من على طاولتك فاصطدمت يداها بالقهوة التي اسكبت على قميصك فلوثته ، هل تعتبر هذا الموقف مثيراً للغضب ؟
هل تعتقد أن تصرف هذه الطفلة كان عمدا !
هل تعتقد أنه مؤشر على انحرافها في المستقبل !
هل تعتقد أن هناك وسيلة أخرى لعلاج هذا الأمر بطريقة تختلف عن الضرب أو الصراخ !
لو أنك أظهرت ألمك من انسكاب القهوة و قلت لابنتك ” هداك الله ، انتبهي يابنيتي ” فستجد أنها تهرع لإحضار منشفة و تعتذر لك بكل براءة الطفولة ، و تبكي بين يديك و هي تحس بتأنيب ضميرها على خطأ لم تقصده ، و بالتالي تكون قد ربيت ابنتك على يقظة الضمير و الاعتذار و حسن التصرف ، فيكون هذا الموقف فرصة للتربية و ليس مشكلة بحد ذاتها ..
تعقيب : أعلم أن القهوة ربما تكون ساخنة فتسبب لك حروقاً ، لكن أيهما أصعب على نفسك ، حروق بسيطة تذهب مع الأيام ، و تكسب تربية ابنتك و حبها لك ، أم تغضب من أجل الحروق التي بإذن الله ستزول و تفقد ثقة ابنتك بك لتخاف منك فتبتعد عنك بعدا لا تعالجه الأيام !
رابعاً : لنحتفظ بقائمة الإنجازات و الأهداف :
قائمة الإنجازات هي قائمة تحتوي على مختصر إنجازاتك السعيدة في حياتك ، و هي قائمة قابلة للتغير كلما تجددت إنجازاتك ، سجل فيها أنك في يوم من الأيام أصلحت بين متخاصمين ، سجل فيها أنك كنت سببا في ابتسامة شخص ما ، سجل فيها الأنشطة الناجحة التي قمت بها و الأحداث السعيدة التي كنت سببا في صناعتها …
وجود هذه القائمة في حياتنا يجعلنا نتذكر إنجازاتنا فتزداد ثقتنا و إيجابيتنا ، خصوصاً في الفترات التي نمر فيها بإحباطات و ضغوطات ..
لكن هل يعني هذا أن نعيش على الأطلال ، نتذكر الماضي فحسب !
بالطبع لا ، ففي الجهة الأخرى من الورقة سنكتب أهدافنا في الحياة ، و التي ستكون بوصلة توجه حماسنا و دافعيتنا إلى الاتجاه الذي اخترناه ليكون طموحاً نرنو إلى وصوله ..
إبدأ يومك بداية صحيحة ..
أحسن التعبير عن مشاعرك ..
تأمل .. هل هناك مشكلة حقاً ..
راجع قائمة إنجازاتك و أهدافك ..
مجموعة من المفاتيح المجربة و التي ستساعدكم بإذن الله لفتح أبواب يوم حافل بالإنجاز و الثقة و السعادة ..